السبت، 4 مايو 2024

ألا ليتهم سمعوك ياعمر..!

 



نقشات من مذكرات فتاة عرفت الطهر والنقاء على المحجة البيضاء، ثم أجبرتها الظروف أن تقف على حافة مستنقع ممتلئ زيفا وغشا وكذبا ونفاقا، وعمر بالمخادعين والمتسلقين واللئام..

أبت نفسها و أنفت عزتها أن تخط بقدميها هذا المستنقع..

وعلى حافته خسرت الكثير ...

ظلمت... تالمت ... أحست بالعجز والقهر والغبن والغدر في آن وحد

بكت  ...  انتحبت حتى كاد بكاؤها يقطع نياط قلبي
ولكن...

ما زالت رافضة أن تخط ذلك المستنقع !

ولا حتى لترد الظلم عن نفسها أو تستعيد أبسط حقوقها المسلوبة

الأعجب من ذلك أنها مازالت فيضا يتدفق حبا وعطاء ورحمة وإحسانا وصدقا..

أراها شامخة شموخ الجبال وبداخلها قلب يشخب دما
سبحان من قواها!

كتبت تقول: " ياااارب تعلم أكثر مما أعلم كم أتالم
تعلم عجزي وذلي وافتقاري

يارب أخشى أن يغلبني التيار فأنزلق دونما أدري..

ربااااه لا أريد أن أتوسل إلا إليك لا أريد ان أصنع معروف إلا ابتغاء واجهك فقط لا لغاية أخرى..

يامولااااااااااي أن ضاعت حقوقي فقد استودعتها بين يديك..

وإن غلبتني الدنيا وظلمني وحوشها فلا منجى ولا ملجأ لي منك إلا إليك..

أنت رب المستضعفين وقاصم الجبارين وملاذ المستغيثين ..

يارب لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك"

ظلت صامدة وسياط الظلم تتوالى وهي تأن من وراء ابتسامتها ثابتة واثقة تبكي ليلا وتثبت نهارا..

ثم عرضت عليها المغريات وقربت منها المنح والعطيات
ساقوا لها أغراضهم بجلباب مرادها..

ترددت لحظات..

ثم صاااااحت قائلة: لا والذي بعث محمدا بالحق نبيا لإن فعلت لهو عار على دين تعلمته أو قرآنه تلوته وفقهته أو ثوب عز ارتديته ..
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااا 

لن أخذل العلم والإيمان والقرآن ..

لن أرد كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال لجامع الصدقة الذي قدِم قال: هذا لكم، وهذا أُهدي لي: "فهلَّا جلَس في بيت أبيه أو بيتِ أمِّه فينظر يُهدَى له أم لا؟! "

لن أخضع أو أذل لأحد لأبلغ غايتي..

إلا لله  ولاااااا  أحد غيره..

ذلي له عزا وانكساري بين يديه رفعة وشرفا..

لله در الفاروق فو الله ماهرب منه الشيطان إلا لثقل في تقواه وورعه وزهده وفقهه..

فقد خرج عمر بن الخطاب يوماً إلى السوق، فرأى إبلاً سماناً، فيسأل عمر : إبل من هذه؟

فيقول الناس: إبل عبد الله بن عمر ، فينتفض عمر وكأن القيامة قد قامت!

ويقول: عبد الله بن عمر بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين! ائتوني به.

ويأتي عبد الله على الفور ليقف بين يدي عمر رضي الله عنه، فيقول عمر بن الخطاب لولده عبد الله : ما هذه الإبل يا عبد الله ؟!

فيقول: يا أمير المؤمنين! إنها إبلي اشتريتها بخالص مالي، وكانت إبلاً هزيلة، فأرسلت بها إلى الحمى -أي: إلى المرعى- أبتغي ما يبتغيه المسلمون: أتاجر فيها..

فقال عمر بن الخطاب في تهكم لاذع مرير قاس على إمام من أئمة الورع والزهد عبد الله..

قال عمر : نعم وإذا رآها الناس قالوا: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، واسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، فتسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين!

قال عبد الله: نعم يا أبتِ، قال: اذهب وبع هذه الإبل كلها، وخذ رأس مالك فقط، ورد الربح إلى بيت مال المسلمين)

آآآآآآآآآآآآآآه .. ليتهم سمعوك ياعمر..

ختمت كلامها بأنييين مرير : حين كانوا بيننا دانت لنا  الدنيا وسدنا..

فو الله لن أفارق نهجهم ما حييت وسأظل أناضل عن حماهم ما بقيت..

2013

#فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق