الأربعاء، 11 ديسمبر 2024

صوت الألم..

 


حين يعلو صوت الألم وأنينه تخفت حوله الأصوات.. 


لا يستطيع الأمل أن يبتسم متفائلا ولا الجلد أن يدعي متجاسرا.. 


حين تصرخ الدموع المتحجرة ويعلن معين الصبر عن نفاده.. 


هنا تنتهي رحلة المقاومة وتقف الحكمة عاجزة ويخضع الضمير الحي .. 


ويلوح اليأس في الأفق براية الخذلان المرة.. 


لا يدري المتألم هل خذله أمله أم حسن ظنه أم تفاؤله.. 


لكنه في النهاية يضحي بنفسه ليسكت صيحات الألم الغالبة.. 


يرتمي في غياهب روحه لينعم ببعض الأمان الذي فقده في دروب آماله المرهقة.. 


يقنع المتألم أخيرا أن كل موجود مفقود.. 


وكل مؤمل مؤلم طالما تعلق بأحد .. 


لكن حين يكون مغرم الألم أضعاف مغنم الأمل يعجز المقاوم مهما بلغت قدرته على التجلد.. 


في النهاية يؤثر السلامة على الراحة والسكون على السعادة.. 


يدرك بمرارة العلقم أن كل مأمن مخيف إذا ما هدد بالغياب.. 


يؤمن بالاكتفاء المريح على أي مغنم ويذهب بريق كل موجود مرهق من عينيه.. 


ترى هذا في عيون خفت بريقها وبسمات غاب طيفها وملامح تحكي لك عن حروب خاضتها بصمت ثم سكنت..


زهير قال في الجاهلية :

سأمت تكاليف الحياة ومن يعش.. 

ثمانين حولا لا أب لك يسأم


لكن في أزمان لاحقة رأينا سأم الثمانين في وجوه الصغار وتجاعيد الألم في ملامح تحكي كم كانت مفعمة بالحياة.. 


السؤال الآن بأي ذنب قتل الأمل وبأي حق استنزف الصبر ولأي غاية سفك دم الفأل وفي أي درب تمت التضحية ببراءة العطاء النقي.. 


قد يتسلط على العالمين ظالم أو سفاح فيفعل فيهم أكثر من ذلك.. 


لكن بأي حق نفعله نحن ببعضنا وكأننا ننتقي بعناية أجمل الزهور لدهسها وأنقى الأرواح لزهقها.. 


من يستطيع حمل هذه الذنوب على ميزان العدل.. ؟


اتقوا الله في عباد آثروا التألم على رد الأذى بمثله..


#فاطمة_بنت_الرفاعي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق