الخميس، 2 مايو 2024

أم على قلوب أقفالها..؟



حين نتأمل حال البعض، نجده متجهم الوجه، حاد الطبع، سيء الخلق، ليست هذه المشكلة, المشكلة أنه دوما يتهم من حوله بجلافة طباعه، وجفاء عشرته..


يبدو الأمر للوهلة الأولى حماقة فكر لشخص ما من الناس، ولكن كيف لو كان رجلا يتشدق باسم الدين ويدعي أنه حامي حمى الإسلام؟


ألم تمر عليه "وإنك لعلى خلق عظيم".. ألم يحظ قاموسه الخصب بالحجج والبراهين بقول المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".. وكذلك قوله: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا"؟


ثم يدعي أمثال هؤلاء أن كل من حولهم شياطين الإنس لا يطيقون البقاء معهم بحجة أنهم يعرقلون رسالتهم ويثبطون همة دعوتهم..


ألن يفطن الذباب يوما وهو يتنقل بين أزهار البستان شاكيا من نتن ريحها أن العيب في أنفه الذي اعتاد ألا يستسغ سوى الروائح النتنة ؟


ألم يتسلل إلى مسامعهم أو قلوبهم قوله تعالى :" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون"؟


"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"


يا لعظم مصاب الأمة إن كان هؤلاء حماتها وحراس أمنها..لقد أنقصوا الدين.. ونفروا الناس من أخلاق أهله.. فكانوا على الإسلام لا له..


رحم الله أناسا فتحوا وسادوا مشارق العالم.. بسماحة أخلاقهم.. ولين طباعهم.. وطيب معشرهم..


وصلوات الله وسلامه على نبينا ومعلمنا سيد ولد آدم.. فقد كان خلقه القرآن..فهل من معتبر؟

2013

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتبت هذا المقال في عام 2013م وكانت النماذج المصدرة عن الأمة حينها باعثة على الخزي والإحباط.. 

لم يخطر ببالي حينها أنه بعد زهاء عقدا من الزمان يقيض الله للعالمين نموذجا فريدا من الرحمة والقوة والعدل والحزم يعيد للإسلام رونقة ويصحح بوصلة الأجيال ويذب عن تراث الأمة كل الحشرات الزاحفة والشياطين الخانسة.. 

الحمد لله على نعمة القــســـام وغـــزة.. مجد الأمة وعزها ونفخة الروح في مجدها التليد..

#فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق