الاثنين، 17 أكتوبر 2022

حكاية صامتة...



حكاية صامتة.. 

حين تتوقف عن التبرير والعتاب والتظلم والشكاية..

حين تفتر جوارحك أمام صياح هذا أو احتجاج ذاك وتفقد الرغبة في التعاطي معهم ولو بالإشارة.. 

يحدث هذا بعدما تنزف الكثير من دماء قلبك ودموع عينيك من فعل أسنة رماحهم الغادرة  وطعناتهم العابثة.. 

يحدث هذا بعد قائمة طويلة من حسن الظن والتماس العذر التي لا يعقبها إلا فعل أسوأ من سابقه.. 

يحدث هذا عندما توقن أن ألمك لا يعني للآخر شيء ويقابل نحبيك بلا مبالاة ساخرة .. 

يحدث هذا عندما يغيب ظالموك زمنا وقد خلفوك ورائهم مضرجا بجراحك ثم يعودون فاقدين للذاكرة ينظرون في عينيك ويتوددون ويتهمونك أيضا بالهجر والقسوة.. 

إذا سمحت لظالمك الولوج لعالمك من جديد فقد ظلمت نفسك وفقدت حقك في التظلم.. 

قد لا تستطيع فرض احترامك على الجميع لكن يكفي أن تبقى أنت محترما لنفسك واقفا خلف قيمك مبقيا على كرامتك.. 

يرحل الناضج بجدوى الألم صامتا لا يهتم بما يقال عنه ولا ما يحدث من بعده.. 

يعرف الظالمون قيمته بعد فقده ويرون كم خلف غيابه من خراب ويتهمونه بذلك حينا ثم يأسفون على خسارته دهرا بلا جدوى.. 

لكنه رحل ولن يعود فقد انتهى زمن الاستئناف ..

رفقا بالرحماء والمحسنين والمتقبلين للأعذار والمتسامحين فهم أكثر الناس توجعا وصبرا وبذلا لما يفقدون.. 

لتعلموا إن طول البقاء لايعني تقبل الظلم ولكنه فرصة بعد ألف لتصحيح الأخطاء.. 

يظن البعض أن الاعتذار أو إصلاح ما أفسدوه أو جبر خاطر كسروه ضعفا وجالبا للكثير من الغرامات التي يغني عنها التغافل والتماهي.. 

ربما يغفل البعض عن ذنب دمعة أسى تسيل على خد بلا ذنب أو فزعة من وجع قلب في جنح الليل أو دعوة متظلم في سجدة ..

هذه الحقوق سترد يوما في الدنيا بأن يُسقى كل ساقٍ بما سقى غيره، وعلى ميزان العدل أمام الواحد الديان حين يسأل كل باغٍ بأي ذنب بغى..

#ذاكرة_الاستشارات

بقلم: #فاطمة_بنت_الرفاعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق