الجمعة، 29 يوليو 2016

أحبك ...



نعم أحبك حتى آخر نفس في صدري ..

قالها وهو يذرف دموعه التي أحالت شموخه وهيبته طفلا بريئا ...

بكى طويلا وهو يقف على بابها يستجدي

واضعا يديه على وجهه من فرط خجله وعلو صوت نحيبه

لا تتخلي عني أرجوك فأنت مصباح ليلي ووقود نهاري وزاد أسفاري

لا تعلمين كم تألمت لفراقك وبقيت يتيما بدونك !!

يا رمز الصدق والوفاء وينبوع الرحمة والعطاء

يا من تبذل الكثير ولا تطلب حتى القليل

ما أجمل وصالك وما أسعدني بدوام رعايتك وقربك

أنت ليس في الدنيا من يباريك يا حبيبتي ..

مهما شرقت وغربت وانشغلت ؛ نعم قد يحتاجني الناس جميعا ويبذلون لي كل أسباب الراحة والمتعة

لكنني بدونك جسد بلى روح وحياة بلى أنفاس

هلا قبلتي توبتي وغفرتي حوبتي يا درة فؤادي فقد أضناني البعد ولم يبق في أنفاس منك تحييني  ..

أعدك أنني لن أهجرك ثانية ولن أبتعد وسآخذك معي حيث رحلت
سأخبئك هنا بين حنايا صدري ولن أسمح لأحد أن يأخذك مني ..

اسمحي لي أن أغتسل من أدران هجري في نهرك الطاهر

ذهب العاشق المرهق واغتسل في نهر بجانب بيتها ..

وعاد وقد لبس البياض وتطيب بالمسك المعتق وهنا وجد الباب مفرجا وينبعث من داخله فيح من أريج حبيبته ..

ابتسم وبكى من دهشته وصدق يقينه من طيب قلبها

سالت مدامعه وسبقه أمله وتسابقت قدميه وتعثر ولكن عينيه ما زالت معلقة بمحراب حبيبته الذي بدا بعيدا وهو قريب ..

سار رحلة من ألف ميل وهو ينادي ويبكي ويتعثر ويجمع ثيابه وينهض ويحث الخطى ويهرول ...

ذاك المحب الذي صدق توبته وندمه على هجران حبيبته ..

وصل على أعتاب المحراب ولم تحمله قدماه فسقط ولم تزل عينيه معلقة بطرف ثوبها المخملي الجميل ..

اقترب منها واستجمع قواه وانتصب قائما وبدأ يكلمها بعدما وقف وقفة المتأدب المذعن المتفرغ..

رفع يديه متوددا قائلا : الله أكبر

أجهش بالبكاء وأخذ يردد أسمى آيات الحب والسلام والرحمة

وأسلم قلبه لصلاته في شوق صادق بعد طول فراق ..

الآن فقط تلتئم روحي ويجتمع قلبي .. الآن فقط أشعر أنني إنسان حي .. في هذا المحراب أشعر بكرامتي ونبض قلبي أيضا .. هنا أشعر بالأمان

هنا أتصل برب العرش فوق سبع سموات .. هنا أحقق أمنياتي وأبث شكاتي .. هنا أحصل على ما أريد و أدفع ما أخاف ..

لا بارك الله في قوم يشغلونني عن محرابك يا صلاتي

قاتل الله مشاغل تلهيني عنك

ولا عشت إن هجرتك أو فضلت شيئا عليك

وهنا أذن المؤذن لصلاة الفجر معلنا شروق شمس يوم جديد من الراحة والسعادة ..

وخرج العاشق من محراب العزة يحث الخطى لمسجد حيه

يقول : أرحنا بها يرحمك الله ..

اعترافات قلم : #فاطمة_بنت_الرفاعي

#تعالوا_نربي_ونتربى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق