الخميس، 6 مارس 2025

تهويدة نعسان..

 


حين يغفو الصغير ويتحدث في آن؛ تحاول الأم احتواء هذيانه هذا وتؤمّن على كل ما يقول ..


يحلق للقمر فترافقه ويغوص في البحار فتسبح معه ..


ليس لأنها مقتنعة بمنطقه بل لأنها تحتويه..


وحين يصحو في الصباح يكون قد نسي ما دار في ليله..


ولكنه لن ينسى أمان مهودته واحتواءها له..


كذا الغضبان حين يتوعد ويهدد في حضرة من يحبه .. 


يحاول محبه احتواءه وموافقته على كل ما يقول، بغض النظر عن قناعته حقا بما في ما يقول أو اعتقاده صواب منطقه.. 


كذا النشوان بالفرح أو السكران بزهوة النصر ..


 يحتاج مأمنا يحتويه بغض النظر عن نقاش المنطق وإمكانيةالفكرة..


حين تذهب النشوة والسكرة والغفوة ليس أقل من نحمل لمن احتوى شعور الامتنان..


من يحتوي ليس شخصا خارقة ليحتمل كل هذا الطوفان من مخرجات المشاعر غير المنبطة.. 


لكنه يحتوي لأنه يحمل عاطفة تحمله على حماية من يحب في لحظة ضعفه وستر مكنوناته وإسباغ سرابيل الأمان عليه ..


هذا يحتاج مجهودا وينهك نفسيا ويحتاج المحتوي المحب عقبها لاستراحة محارب .. 


قد يكون من الظلم نكران فضله وأن ما قدمه لا يساوي شيئا ..


لكن الأقسى من ذلك أن تحمله عبء ما وافقك عليه وتدينه باحتواءه لك.. 


ربما تخلصا من الشعور بالضعف أو التجرد من عثرات تلك السكرة .. 


ليس منقصا من حق الإنسان أن يضعف بل أن يكابر، وأن يبطش بكل من لامس ضعفه مهما كانت نيته صادقة..


من الطبيعي أن يمر كل إنسان بكبوات ضعف يحتاج معية ويدا حانية تنهضه من جديد.. 


فلا أقل من يحفظ لتلك اليد واجب الامتنان حتى لا يذهب المعروف ويشح الناس بالخير.. 


#فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق