الأربعاء، 22 مايو 2024

"يمكن ربما" محرقة الحقائق..




نظن أحيانا أننا نملك الزمام وقد أوتينا كشوفا تمكننا من القبض على كبد الحقيقة.. 


نؤتى جدلا .. حين تكون مظلات الأحداث نازلة على مخططات معارفنا.. 


يغلب اليقين شططا على الواقع وينتفي الاحتمال.. 


نترفع عن السؤال في صخب احتفالات الكشوف المزعومة والقبض على الحقائق الموهومة.. 


ثم تحبس أنفاسك فجأة حين تختلط في عينك بعض ألوانها وتدقق النظر وتشخص عيناك متفحصة ومشدوهة في آن.. 


لا ترى إلا الرمادي.. 


هل أصبت بعمى الألوان أم كبر عليك أن أخطأت القياس والموازنة.. ؟ 


تعصب عينيك كمحارب الحواس الأسطوري الذي يستطيع إتمام المعركة اعتمادا على حاسة إذا فقد أخرى.. 


تسير بحدثك وحسن ظنك وتأويلك وإحساسك خلف تأويل لواقع تظنه حقيقة.. 


ببضاعة مزاجة لا حتمية فيها .. بين يمكن .. وربما .. ولعل.. وأظن.. ويخيل إلي.. ووووو


والواقع أن الحقيقة المطلقة أنك لا تقف على حقيقة واحدة.. 


لا يكاد يدفعك غرور أو مكابرة .. بقدر ما يدفع نبل أو كلمة شرف أو مروءة تأبى أن تنقضها حتى بين عقلك وروحك ..


ثم تتوه في بحر الاحتمالات المظلم وتتقاذفك أمواجه وقد بعدت قدماك عن شاطئ يمكن أن تتفحص فيه موضع قدمك .. 


فات أوان السؤال والتحقق .. وهذا أوان تكبد خسارة هذا المسير .. 


لكن لا تحزن .. كفاك نبلا وشرفا أن لم تكن جارحا ولا مستغلا ولا ظالما .. 


ستنقضي هدأة العزاء وسينتهي هذا التقاذف.. 


فكل ألام الدنيا لا تكفي لقتلك مالم يأذن الله بذلك.. 


لا تكف عن نبلك ولا  مروءتك .. لكن تعلم أن تتحقق بدافع التقصي لا سوء الظن ..


#فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق