الأحد، 30 يوليو 2017

رفاهية البكاء



دوحة من الأمان وفيض من الرحمة وينبوع من الحنان وأفنان وارفات من الصدق والعطاء وزهرات من المحبة ؛ كل هذا وأكثر يحتاجه المرء حتى يحظى بطفولة بريئة تمنحة رفاهية البكاء ..

كم مرة مسحنا الدموع ورسمنا البسمة على مضض هروبا من قائمة الاستجواب !

كم واحد فينا تعمقت الألم في نفسه حتى تجاوز البكاء والنحيب إلى دموع صامته تتدفق كالينابيع الحارة ..

كم منا من تبكي ملامحه كرياح الصحراء جافة بلا دموع !

في المرآة ألف حكاية تحكيها قسمات وجوهنا عن دموع هاربة  وأحزان مضمرة في أعماق قلوبنا ..

على رموش عيوننا ندى دافئ يروي آهات مكبوتة مر عليها ألف ربيع ..

وفي نظرات العيون تلمح سنين طويلة كبرناها ولم ندر ..

وطفولة سرقت
وبراءة هربت
وقهقهات خفتت
ولهو عابث ركن

لماذا تركنا الحياة تنساب من بين أصابعنا كماء المطر على الصفا ؟

لماذا سمحنا للظلمات أن تنسدل على أرواحنا وتحجب عنها شعاع الشمس وضوء القمر؟

لماذا استسلمنا لأولئك المجرمين حتى صرنا كقطع الشطرنج تصير بلا إرادة؟

لماذا لم نلطم اليد التي وضعت على أفواهنا لكبت صرخة الألم؟

لماذا صدقنا من قالوا أننا كبرنا على الأحلام والحلوى ولعب الرمل ؟

لماذا دخلنا سجون الأوهام حتى تصاعد أرواحنا وبقي الجسد ؟

اهرب بعيدا بعيدا في الفلاة واستنشق نسيم البحر

وارن بعينيك لآفاق المعالي واستق البراءة من رحيق الزهر

اركض وطر وتسلق الريح وتربع فوق الرباب المستقر

ثم ناد كل حبيب تشتاق إليه واستدع ذاكرة زمان قد عبر

اضحك كصغير وابك كل وجع وتمادى فلن يستجوبك المطر

ارحل بعيدا عن كل قيد وحلق وشقشق في النهار وفي السحر ..

البكاء شعور نبيل لكل إنسان سوي حر يشعر بالأمان حين يعبر عما يعتريه من شعور فضلا عن الضحك واللعب والإبداع والنوم والسهر  ..

لا تسمح لهم بسلبك حريتك ورفاهية بكائك قبل ضحكك مهما ثقل القيد أو طال ليل القهر ..

#تعالوا_نربي_ونتربى

بقلم : #فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق