السبت، 6 أغسطس 2016

أمل لا يهزمه ألم ..



بين زحام الحياة وتعدد ألوان البشر فيها واختلاف طبائعهم وأحوالهم .. يظهر دائما شعاع أمل لينير الحياة

بينما ننطلق من الضحى لمغيب الشمس عملا وتعاملا نقابل الكثير من المواقف التي قد تبدو لأول وهلة مؤلمة ..

بينما آمال تغلفها في حقيقة الأمر لمن يتأمل بوعي

قد نقابل مريض السكري الذي يعرف قيمة الحياة أكثر منا جميعا ..

مريض السكري حين تنخفض نسبة السكر في دمه يشعر بتسلل خيوط الحياة من جسده  ..

بعد أن يحصل على حاجته الملحة من السكريات بلحظات .. تنفرج أساريره عن بسمة يحدوها الأمل ويتبدد التعب عن وجهه

كأنما عادت له الحياة من جديد ..

تلك البسمة لا تقل جمالا عن بسمة طفل وليد يفتح عينيه لحظة استيقاظه في أيامه الأولى ..

بسمة الرضا والسعادة التي تنبعث من أعماق الروح حيث تعرب عنها كل الجوارح والحواس ..

تلح علي بسمة أخرى لا تقل حياة وجمالا عن تلك البسمة ..

في رمضان وفي العشر الأواخر خاصة بعد طول القيام والركوع والسجود ودموع التائبين والمستغفرين؛

كأنما ضخت دماء الحياة لقلوبهم بعد طول موت ..

تلك البسمة التي تنير الوجوه وتنبعث منها الحياة

تتصاعد من القلوب الطمأنينة والسعادة

من ثم تكتسي الجوارح بالسكون والأمان

نفس البسمة توسم وجوه المتخفين وراء صناديق الصدقات وكل وجوه طارقي أبواب الخير على اختلافها

التي يمارسها مختلف البشر على اختلاف أمزجتهم بل وعقائدهم أيضا..

أمل يبتسم وسكينة تغمر النفس أبقى لحياة القلب وسعادته من راحة الجسد ..

بسمة قانعة تجعل القعيد راضيا والمريض متحملا والفقير مجاهدا متقبلا..

بسمة تجعلك تستقبل الأقدار بقوة ورضى وصبر إيجابي

وكأنه في ذاته شكلا من أشكال السرور لا يعرفه سوى من أعطاه الله نعمة فهم حقيقة الصبر والحياة..

شعور يكسبك مرونة فائقة للتعامل مع تكاليف الحياة دون ضيق أو ضجر ..

بسمة الرضا التي تجعل العامل الذي يكد تحت الشمس يبتسم حين يفكر الكثير من مترفي الأجساد في الانتحار

الآمال التواقة تتغذى على الطاعات والعبادات الخفية التي تبقي حبلك بالله موصولا دون انقطاع

الأمل الباسم عطاء سماوي لا علاقة له بإمكانيات الحياة المادية

لا ترهق روحك بالعطاءات المادية وتحرمها من إكسيرها الذي يبقيها حية؛ لتعينك على جسدك ودنياك معا..

#تعالوا_نربي_ونتربى

خربشات قلم : #فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق