السبت، 13 يوليو 2024

ترنح المطعون أم الثمل..



تقف معجبا أحيانا أمام من يخطو بإيقاع فريد على نغم متفرد بثقة المحترف..

غير عابئ بكثرة الجمهور ولا بالنظرة المترقبة لسقطة هنا أو زلة هناك..

يغريك أن تسأل عن طول خبرته وكنه دراسته وطول دربته ليكون بهذه المهارة الأخاذة..

ويهرب سريعا فور انتهاء العرض ليغيب خلف ظل فاحم..

تجد في البحث عنه لكن هيهات..

قد تشعر بغضب عليه لجده في الاختفاء..

لكن الحقيقة أنه يختفي ليبقى أثيرا في ذهنك بهذا الإعجاب وتلك الذكرى الجميلة..

خلف هذه الرشاقة قصة طويلة من الألم تعلم خلالها أن الألم لا يقتل والطعن لا يميت وأن إعلان الألم يجلب المزيد منه ..

إما باستضعاف الناس له أو التمادي عليه أو بخيبة أمل في عون منتظر..

تجاسر على ألمه كثيرا وبذل المزيد من الجهد طمعا في أن يقتله الألم بطعنة رحيمة..

لكن هيهات..

فاكتسب هذه الرشاقة وتلك الثقة من عالم يوازي الحياة خلف ستار الكبرياء حيث يجمع فسيفساء روحه ويقضبها بمعدن مخلوط ببرد يقينه ويزكي نار أساه على قارعة الانتظار..

هذا الراقص الذي يجيد الاختباء يتوجع من مطاردتك فأنت تجبره على السير طويلا وعلى الادعاء بعكس تصرخ به روحه المتعبة كثيرا..

يلومك حينا إذا تقسو عليه بطلب المزيد وهو يتجاسر على ألمه ويكن لك كامل التقدير في نفس الآن على تقديرك مهارته التي تطل من خلف ألم ظن أنه لن يثمر شيئا أبدا..

خلف كل نجم لامع قصة كتبت بمداد الأسى وفي دربها الكثير من الألم..

#فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق