أحيانا نصاب في مقتل حتى ولو كان هذا المقتل كسرة خاطر يفزع من هول حطامه كل شيء إلا البشر..
لكننا في رباط وسعي دؤوب لا مجال للضعف ولا رفاهية للبكاء والحزن ؛ فالعزاء يؤخذ بعد الثأر..
لكن الدموع تنهمر من خلف ألف قناع والدماء تسيل من خلف ألف درع والأيدي ترتعش خلف ألف ترس والنحيب يعلو رغم العض على عصي التجلد واتكاء هيبة المحارب على رمح الحكمة واستناد قامة المتوجع على سيف اليقين البتار..
لا مجال لكبح كل هذا جملة واحدة..
لا تبد ولا تكبح ..
فماذا إذا؟
اقفز في بحار التوكل قبل أن تلحظ شمس الحق دموعك أو دماءك أو نحيبك ..
غص في الأعماق واصرخ وازفر كل أنينك واكبس ملحه على جراحك..
ثم اخرج مكتمل الهيبة متدثرا بالوقار قادرا على الكبح ودع حكمة الأقدار تداويك على مهل ..
انطلق ممطيا رياح الحرية محلقا فوق كثبان الغمام متبعا شعاع الحق وإياك أن تتردد أو تسيء الظن بنفسك وتخون ثقة الحق وأهله بك وتقول ربما لا أقدر ..
تذكر أن لكل كسرة جبرة ولكل دمعة عبرة ولكل آهة حكمة ..
المحارب العنيد الذي يصر على إكمال طريقه رغم كل العثرات والمصاعب والجراح أقرب ما يكون من هدف الوصول ولذة الفوز ..
المحارب الذي يجوز المفازات المهلكات معتصم بحبل الله صانعا من المستحيل مركبا ومن الجنون سهاما ومن النصل درعا ؛ كيف له أن يهزم .. ؟
نحن أمة لا يهزم أبطالها ولا يستسلم فرسانها..
تعلمنا فروسية المحارب من إبراهيم عليه السلام حين حارب الضلال أولا بتتبع الإله الحق ولم يثنه أفول نجم عن مواصلة رحلة البحث ثم تابع حروبه الواحدة تلو الأخرى..
وصولا للمصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لم يقتل عدوه بخائنة الأعين شهامة ونخوة ولم يثنه فرار الجيش عن الوقوف وحده محاربا..
نحن أمة هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم وسنرد على حوضه حاملين معنا سجلات حروب ضد كل ظلم وباطل وإفساد..
نسأل الله الثبات واستقرار اليقين مهما تلاطمت بحار الفتن ..
ولا بأس أن يضعف المحارب ويبكي ويستشفي في بحار التوكل ليعود أشد بأسا وأقوى قبضة وأحد نصلا ..
#اطمن_انت_مش_لوحدك
بقلم : #فاطمة_بنت_الرفاعي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق