عروض مغرية ..

نكافح في هذه الحياة وتأخذ أجمل ما فينا وتصهر أجود معادننا ..

نبكي وندعو ونكابد كل ألم، ولولا الله لمتنا كمدا ..

نصل لمحطات نعجز فيها عن الانتصاف لأنفسنا أو الاقتدار على دفع الظلم المستمر الذي نقع تحت وطأته..

لا تحزن وتعزى بالله فهو أعدل الحاكمين ..

وسينصفك عاجلا وآجلا في الدنيا والآخرة..

لا تغتم ولا تحترق قهرا ..

كل أعمالهم الصالحة ستكون على ميزان العدل حتى تستوفي تعويضك كاملا ..

وإن لم تكن لهم حسنات فكل سيئاتك ستحمل على كتفيه حتى تعوض وترضى ..

فاطمئن..

قد تحرم في الدنيا بظلم : من شيء تريده بشده وقد تغصب ما هو ملكك وقد يجتث من قلب أعزاء بظلم ..

إذا كان الله قد كتب لك فقدانه فستفقده بأي سبب ..

أما رصيدك وقصاصاك في الآخرة فضمانه موثوق ..

لكن بشرط أن تدفع عن نفسك الظلم بكل السبل وتبذل كل أسباب النصر والعزة وتستميت في الحفاظ على حقك؛ وإن زهقت روحك دون حقك فلك الشهادة ولك الإنصاف أيضا في يوم يحكم الله هو أحكم الحاكمين ..

اطمئن مادام لك رب يعلم السر وأخفى..

قر عينا ما دامت تبث شكواك للحي القيوم ..

لا تقلق ما دامت مظالمك مرفوعة للعزيز الجبار ..

اصبر فأنت عبد الحنان المنان الذي يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب ..

كن بجوار الملك مهما تراشقتك الرماح وتقاذفتك الرياح وتقاصفتك الجبال وتعقدت حولك الحبال ..

مهما ضاقت اخرج من ضيق الألم وقهر الكرب إلى سعة السماء ورجاء الدعاء وثقة بالودود الوكيل القوي المتين..

أقبل على الله وألقى حملك المثقل بين يدي محرابك ساجدا خاضعا واثقا منتصفا ومنصورا ..

إذا استوحشت الروح وعثاء الطريق وطال أمد النصر فاقرأ رسائله بين دفتي المصحف ستجدها وكأنها نزلت لتضمد جراحك وتزف إليك البشائر وتربط على قلبك المرهف وتوثق عرى رباطك وصبرك ..

ابتسم فأنت في حمى الله الرحمن الرحيم الحي القيوم ..

ردد : "حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون"

ستنزل على روحك بردا وسلاما بقدر يقينك ..

بقلم : #فاطمة_بنت_الرفاعي
#دين_الفطرة