الجمعة، 13 مارس 2020

الصقور المحلقة ..



اعتاد الصقر أن يعيش محلقا فوق الجبال حتى حين يستخدمه الإنسان للصيد فإنه يقنعه أنه يأخذ فضلات صيد الصقر له ؛ وإلا لن يرافقه ..
للصقور عزة وأنفة ولا ترافق إلا من يصون كبرياءها ويحفظ كرامتها وتبقى معه حرة مختارة محبة ..

قد يختار الصقر أن يعيش وحيدا محلقا بين قمم الجبال العالية على أن يؤنس برفقة وهو ذليل في كهوف مظلمة ..

ومن غير المنطقي أن تقارن بين سرعة صقر وعنز مشيا في الممرات الجبلية ..

ولو افترضنا جدلا أن الصقر حاول منافسة العنز يكون قد خرج عن طبيعته وفطرته ليحكي غيره ولن يفلح ..
بل ربما لن يستطيع التحليق مجددا إذا حاول..

نقع في خطأ فادح وذنب لا يغتفر في حق أنفسنا حين نخرج من طبيعتنا لنجاري أو نجامل غيرنا..
لا تحاول أن تكون عنزا بينما أنت صقر محلق ..

قد تضطر أن تعزف منفردا وتسبح ضد التيار وتتحمل متاعب الدرب والحرب والزمان والمكان وقلة الزاد وغياب النصير فهذا خير من أن تكون رأسا في قطيع ..

أنت أمة ولو كنت وحدك ...

العبرة بالهوية النقية والأثر الأبقى والقيمة المستحقة من رحلة النضال طالت أم قصرت ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق