من قال إن الرجال لا يبكون ؟
هل الذكور في زماننا أكثر رجولة من سيد الخلق صلى الله عليه؟
وهو القائل :" إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يا إبراهيم لمحزونون"
من قال بأن الشجاعة أن لا نخاف أبدا ؟
وماذا بقي من التحدي ؟
ألم يؤمن الشهيد من فتنة القبر لأنه ثبت أمام فتنة بريق السيوف؟
ألم يخش صلى الله عليه وسلم على جيش الفرقان يوم بدر وظل يبتهل لله رافعا يديه حتى بدا بياض إبطيه ..
الشجاعة إقدام بترجيح الظفر على الهلاك ولكنها لا تنف الخطر والخوف والتوجس والمغامرة ..
هل يدعي الزهد من لا يملك الدينار والدرهم؟
لماذا يدعي ذوي الالتزام الأجوف تورعا فوق تورع محمد صلى الله عليه وسلم؟
لماذا ينعتون نساءهم بهذه وتلك حتى لا يذكر اسمها ، ومحمد صلى الله عليه وسلم حين سئل على ملء من خيرة الصحابة في أطهر البقاع في مسجد النبوة :
من أحب الناس إليك؟ قال : عائشة
قالوا من الرجال قال : أبوها
هل زماننا أكثر طهرا من زمن النبوة ؟
لماذا إذا حررت النساء في زمن النبوة من قيود الجاهلية وقيدت اليوم بقيود المرجعية الجائرة باسم الالتزام الأجوف ؟
لماذا نحتمل ما هو فوق طاقتنا بما لك ينزل الله به سلطانا؟
لماذا نتهم غيرنا بالفسوق والعصيان ونغوص في المنكرات إلى حلوقنا سرا؟
لماذا نكلف عباد الله ما لا يقدرون عليه ونجعلهم دائما في موضع المذنب الذي لا يحسن التوبة والمقصر الذي لا يرقى لرتبة الأبرار؛ ثم ندعي أننا أهل البركات والمواعظ النيرات ؟
ما الفرق بيننا وبين أرباب الكنائس والمعابد الذين يبيعون صكوك الغفران في ليالي الفصح ؟
اتقوا الله في عباد الله ولا تفتنوهم قي دينهم ؟
لم يخلقنا الله ملائكة لا نخطئ ولا شياطين لا نحسن ..
إنما بشر خيرنا بين طريق الهداية ودرك الهلاك ..
وكرمنا على الملائكة لأننا نعبده مختارين ونصبر على طاعته وعن معصيته ونتوب عقب الذنب
نعم يزيد الإيمان وينقص؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولايشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن".
لكن هذا لا يجعلنا في مواضع دنيا عن خطباء المنابر وفصحاء الحناجر ..
فالعصمة انتهت مع الأنبياء والخيرة قضيت بعد زمن التابعين وتابعيهم ..
بقي أن من سلمه الله أحسن وفادته عليه على خاتمة حسنة ..
أيها المسلمون ..
لقد خلقكم الله عباد له وحده دون سواه فلا تحنوا أعناقكم لغيره ولا تحكموا في أمركم غير شرعه وحكمه دون تأويل مضلل أو هوى متفيقه ..
لقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليحرر العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد ؛ فلا تنقضوا عروة دينكم الوثقى بتحكيم غيره فيكم ..
الحرية المطلقة هي عبادة الله وحده دون سواه ..
أي أن تؤمن أن الله يحبك ويقبلك حتى لو قصرت حتى لو أذنبت وعدت حتى لو هجرت دربه ثم عدت ..
الحرية أن تسجد لله مختارا محبا راجيا في رضاه مجتنبا لغضبه ..
الحرية أن تشعر بالأمان وأنت في قلب المخاطر لأنك ملتجئ إلى الله وحده كما فعل إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار
الحرية ألا تخجل من خوفك وضعفك وأنت تطرق باب ربك مستجيرا..
فقد فعلها سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم حين ضاقت به الأرض يوم ثقيف فصلى ودعا قائلا : ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك )
الحرية أن تقتحم الوغى في ميادين الحق ما دمت تثق أنك على حق وأن الله معك ولن يتركك وحيدا وسينصرك ولو بعد حين ..
الحرية قول محمد صلى الله عليه وسلم في باطن الغار لصاحبه :" لا تحزن إن الله معنا"
أخيرا لا تنسى قاعدة البشرية التي أصلها هذا الدين الحنيف و لن يشادها أحد إلا غلبته ..
عن حنظلة الأسيدي قال: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما ذاك؟." قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده؛ إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات."
ساعة وساعة بين العبادة والمباحات وليس المحرمات كما يفسرها بعض أرباب الهوى ..
بقلم : #فاطمة_بنت_الرفاعي
#دين_الفطرة
#تعالوا_نربي_ونتربى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق